من قصص التابعين<عامر بن عبدالله التميمي>
2 مشترك
دارالباحث عن الحق للعلوم الاسلاميه وعلاج السحر والمس الشيطانى الشيخ سيد محمد سيد :: منتدى :: قسم سيره الصحابه والتابعين
صفحة 1 من اصل 1
من قصص التابعين<عامر بن عبدالله التميمي>
احببت ان أقدم لكم موضوعا جديدا وهو قصص للتابعين كثيرنا يعرف الكثير من الصحابه ولكن التابعين لا نعرف الا قلة منهم وقد قرأت قصة التابعي الجليل عامر بن عبدالله التميمي وهو من كبار التابعين وجذبتني قصته وقلت انقل لكم شيئا منها واتمنى من كل اخت لديها قصه لاحد التابعين الا تبخل بها علينا وتفيدنا بها وارجوا ان يثبت الموضوع لنشر قصص التابعين الكرام وفقني ربي وإياكم لكل خير وإليكم القصه.
- عامر بن عبد الله التميمي -
تابعي جليل.. اشتهر بالزهد.. قال فيه علقمة بن مرثد: انتهى الزهد إلى ثمانية في مقدمتهم عامر بن عبد الله التميمي..في السنة الرابعة عشرة للهجرة أمر خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ببناء مدينة البصرة لتكون قاعدة للدعوة و منارة لإعلاء كلمة الله في الأرض.. وبدأ المسلمون ينطلقون نحو المدينة الجديدة حتى يعمروها بدين الله ولكي تكون لهم أيضاً معسكراً للجيش الإسلامي الذي يتأهب لغزو فارس.. والمسلمون يوم ذاك حريصون على أن يكونوا على ثغر من ثغور الإسلام.. يردون عدوان العادين.. ويؤمّنون حدود الدولة.. وينشرون دعوة الله في العالمين.. كان من هؤلاء الذين اتجهوا إلى البصرة فتى في بواكير صباه من أهل نجد و من قبيلة بني تميم يدعى عامر بن عبد الله التميمي العنبري.. وكانت البصرة وافرة الغنى.. وذلك على حاثتها لما كان يصب فيها من غنائم الحرب لكن الفتى التميمي لم يكن آبها لهذه الغنائم, فقد كان زاهداً فيما عنده الناس.. راغباً فيما عند الله من الأجر العظيم.
وكان المستعمل على البصرة يومئذ هو الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فهو الوالي والقائد والإمام.. أصر الفتى التميمي أن يكون حظه من الذهاب إلى البصرة الآخرة وأن يسعى لها سعيها فصحب أبا موسى.. ولازمه في الحل والترحال.. وروى عنه الحديث وتفقه على يديه في دين الله عز و جل.
فلما أدرك بغيته.. ونال مراده.. من العلم والفقه جعل حياته ثلاثة أشطر فشطر في حلق الذكر ومجالس العلم.. وشطر في خلوات التعبد.. وشطر في معمعات الجهاد.. واستغرقت هذه الأشطر الثلاث حياته كلها.. فلم يكن فيها فسحه لغيرها.. ومن أخباره ما رواه بعض البصريين: سافرت في قافلة فيها عامر بن عبد الله فلما أقبل علينا الليل نزلنا بفيضه فجمع عامر متاعه وربط فرسه بشجره وطول له زمامه وجمع له من حشائش الأرض ما يشبعه ثم أوغل في الفيض حتى انتهى إلى رابية ملتفة الشجر مستورة عن الأعين فاستقبل القبلة وانتصب قائماً يصلي فما رأيت أحسن ولا أكمل ولا أخشع من صلاته ثم طفق يدعو ربه و يناجيه.. فكان مما قال: (اللهم قد خلقتني بأمرك وأقمتني في بلايا الدنيا بمشيئتك ثم أمرتني أن استمسك.. فكيف استمسك إن لم تمسكني بلطفك يا قوي يا متين؟إلهي إنك تعلم أنه لو كانت لي هذه الدنيا بما فيها ثم طلبت مني مرضاة لك لوهبتها لطالبها فهب لي نفسي ياأرحم الراحمين إلهي إني أحببتك حبا سهل علي كل مصيبه ورضاني بكل قضاء فما أبالي مع حبي لك ما أصبحت عليه وما أمسيت فيه), قال الرجل البصري: ثم غلبني النعاس فأسلمت جفني للكرى ثم استيقظت و عامر منتصب في موقفه ماض في صلاته ومناجاته حتى أصبح الصبح فأدى المكتوبة ثم أقبل يدعو فقال: (اللهم قد أصبح الصبح و طفق الناس يغدون ويروحون وإن لكل منهم حاجة وإن حاجة عامر عندك أن تغفر له.. اللهم إني سألتك ثلاثا فأعطيتني اثنين ومنعتني واحدة.. اللهم فأعطنيها حتى أعبدك كما أحب وأريد), و نهض من مجلسه فوقع بصره علي فعلم بمتابعتي له فقال لي في أسى: أراك كنت ترقبني الليلة يا أخا البصرة, فقلت: نعم, فقال: أستر ما رأيت مني ستر الله عليم, فقلت: والله لتحدثني بهذه الثلاث التي سألتها ربك فأعطاك أثنين ومنع عنك واحدة, فقال: لم يكن شيء أخوف علي في ديني من النساء, فسألت ربي أن ينزع من قلبي حبهن فاستجاب لي.. والثانية أني سألت ربي ألا أخاف أحدا غيره فأستجاب لي حتى أني والله لا أرهب شيئاً في الأرض ولا في السماء سواه, ثم قلت له: وما الثالثة؟, فقال: سألت ربي أن ينزع عني النوم حتى أعبده بالليل وبالنهار فمنعني الثالثة.. غير أن عامر لم يكن من عبّاد الليل فحسب وإنما كان أيضاً من فرسان النهار وكان إذا نهد لغزوة من الغزوات مع المجاهدين قال لهم: يا هؤلاء أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من نفسكم ثلاث خلال: أولاهن أن أكون لكم خادما فلا ينازعني في خدمتكم أحد, والثانية أن أكون لكم مؤذنا للصلاة فلا ينازعني في النداء للصلاة أحد, والثالثة أن أنفق عليكم بقدر طاقتي.
وحدث في أخريات عمره أن وشى به بعض الوشاة على عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان وكادت تحدث فتن من جراء تلك الوشاية.. فأمر عثمان - درءاً للفتنة - بتسييره إلى بلاد الشام وأوصى أمير المؤمنين وليه على الشام معاوية بن أبي سفيان أن يحسن استقباله له و يرعى حرمته وكان مما قال عند مغادرته البصرة لمن شيعوه إني داع فأمنوا علي دعائي: (اللهم من وشى بي و كذب علي و كان سببا في إخراجي من بلدي و التفريق بيني و بين صحبي اللهم إني صفحت عنه فاصفح عنه وهّبه العافية في دينه ودنياه وتغمدني وإياه وسائر المسلمين برحمتك وعفوك وإحسانك), ثم وجه مطيته إلى ديار الشام.
ولما مرٍِض مرض الموت بكى فقالوا: ما يبكيك وقد كنت وكنت؟!, قال: ما أبكي حرصا على الدنيا وجزعا من الموت وإنما أبكي طول السفر وقلة الزاد.. ثم لفظ أنفاسه ولسانه رطب بذكر الله.
ما اروعك استازى
ربنا ميحرمنا من موضيعك القيمه والمفيده لنل جميعا احسنت يا بطل
امير العرب- المراقب العام للمنتدى
- عدد المساهمات : 69
نقاط : 116
تاريخ التسجيل : 03/05/2011
دارالباحث عن الحق للعلوم الاسلاميه وعلاج السحر والمس الشيطانى الشيخ سيد محمد سيد :: منتدى :: قسم سيره الصحابه والتابعين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى