حيَآهٍَ آلصحٍّآبٌَِه..[عبد الله ابن عباس
دارالباحث عن الحق للعلوم الاسلاميه وعلاج السحر والمس الشيطانى الشيخ سيد محمد سيد :: منتدى :: قسم سيره الصحابه والتابعين
صفحة 1 من اصل 1
حيَآهٍَ آلصحٍّآبٌَِه..[عبد الله ابن عباس
تحية طيبة و عطره اهديها لكم من قلب يدعوا لكم بدوام الصحة والعافية
أقدم لكم بين أيديكم صوره من حياه صحبه الكرام
إن دروس الماضي وعبره وذكراه المجيدة خير دافع للنفوس المحبطة والكسولة
برفع همتها فتقتدي بهم وتزيد من اجتهادها في ميادين العلم والدين
ما أجمل الحديث عن سيرة سلفنا الصالح، وما أجمل ذكراهم والنهم في قراءة سيرتهم، وتتبع منهجهم..
ذلك لأنهم منابر عصرنا، ونور دربنا، نهتدي بهم ونحن نمضي في طريقنا..
اعننا الله وأياكم بتباع نهجهم والاقتداء بهديهم
" حبر أمه محمد"
هذا الصحابي الجليل ملك المجد من أطرافه فما فاته منه شيء
فقد اجتمع له مجد الصحبة
ولو تأخر ميلاده قليلاً لما شرف بصحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومجد القرابة
فهو ابن عم نبي الله صلوات الله وسلامه عليه
ومجد العلم فهو حبر أُمه محمد وبحر علمها الزاخر
ومجد التقى ,فقد كان صواماً بالنهار قواما بالليل مستغفر بالأسحار,
بكاء من خشيه الله حتى خدد الدمع خديه
أنه عبد الله بن عباس رباني أمه محمد وأعلمها بكتاب الله وأفقهها بتأويله ,
واقدرها على النفوذ إلى أغواره وإدراك مراميه وأسراره
ولد ابن عباس قبل الهجرة بثلاث سنوات ,ولما توفي الرسول صلوات الله وسلامه
عليه كان له ثلاثة عشر سنه فقط .. ومع ذالك حفظ للمسلمين عن نبيهم
( ألفا وستمائة وستين حديثاً)أثبتها البخاري ومسلم في صحيحيهما
ولما وضعته أمه حملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحنكه بريقه فكان أول ما دخل جوفه ريق النبي المبارك المطهر ,ودخلت مع التقوى والحكمة
وما إن كبر الغلام ودخل سن التميز حتى لازم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمه العين لأختها.
فكان يعد له ماء وضوئه إذا هم أن يتوضأ
ويصلى خلفه إذا وقف للصلاة
ويكون رديفه إذا عزم السفر
حتى غدا له كظله يسير معه أنى سار ويدور في فلكه كيفما دار
وهو في كل ذالك يحمل بين جنبيه قلب واعياً وذهناً صافيا وحافظه دونها كل آلات التسجيل التي عرفها العصر الحديث
يتحدث عن نفسه فيقول
هم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالوضوء ذات مره
فما أسرع أن أعددت له الماء ~ فسر بما صنعت
ولما هم بالصلاة أشار إلى أن أقف بجانبه فوقفت خلفه
فلما انتهت الصلاة مال على وقال:
(ما منعك أن تكون بإزائي يا عبد الله ؟!)
فقلت :
أنت اجل في عيني وأعز من أن أوازيك يا رسول الله
فرفع يديه إلى السماء وقال اللهم آته الحكمة)
[وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ]
ولقد استجاب الله دعوه نبيه عليه الصلاة وسلام
فآتى عبد الله بن عباس حكمه ما فاق به أساطين الحكماء
ولا ريب في أنك تود أن تقف على صوره من صور حكمه عبد الله بن عباس
قال معاوية يوماً لابن العباس :
لو جاءت هاشم بقدميها وحديثها
وجاءت بنو أميه بأحلامها وسياستها وبنو أسد برفدتها وديتها
وجاءت بنو عبد الدار بحجابها ولوائها ,وبنو مخزوم بأموالها وأفعالها
وبنو تميم بصديقها وجوداها وبنو عدي بفروقها ومتفكرها
وبنو سهم بآرائها ودهائها وبنو عامر بن لؤي بفارسها وقريعها
فمن ذا يجلي في مضمارها ويجري إلى غايتها؟
فأطرق عبد الله بن عباس ساعة ثم قال:
ليس حي يفتخرون بأمره إلى جنبهم من يشركهم إلا
قريشاً فأنهم يفتخرون بالنبوة
التي لا يشاركون فيها ولا يساوون بها ولا يدفعون عنها وأشهد أن الله
لم يجعل محمد في قريش إلا وقريش خير الناس
ولم يجعله من بني هاشم إلا وهم خير قريش
ولم يجعله من بني عبد المطلب إلا وهم خير بني هاشم
ما نريد أن نفخر عليكم إلا بما تفخرون إن بنا فتح الأمر وبنا يختم
و لك ملك معجل ولنا ملك مؤجل
فإن يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك
لأنا أهل العاقبة والعاقبة للمتقين
قد سلكـ ( عبد الله بن عباس) رضي الله عنه
إلى العلم كل سبيل
وبذل من اجل تحصيله كل جهد
فقد ظل ينهل من معين النبي صلى الله عليه وسلم ما امتدت به الحياة
فلما لحق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم برفيق الأعلى
اتجه إلى علماء الصحابة وطفق يأخذ منهم ويتلقى عنهم
حدث عن نفسه قال:
كان إذا بلغني الحديث عند رجل من الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتيت باب بيته في وقت قيلولته وتوسدت ردائي عند عتبه داره
"فيسفي إلى الريح من التراب ما يسفي ,ولو شئت أن استأذن عليه لأذن لي"
و أنما كنت افعل ذالك لأطيب نفسه
فإذا خرج من بيته رآني على هذه الحال وقال:
يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ؟
هلا أرسلت إلي فآتيك ؟
فأقول :أنا أحق بالمجيء أليك ...فالعلم يؤتى ولا يأتي ,ثم اسأله عن الحديث
[size=12]احترامه للعلماء
وكما كان ابن عباس يذل نفسه في طلب العلم فقد كان يعلي من قدر العلماء .
فها هو ذا زيد بن ثابت كاتب الوحي ورأٍس أهل المدينة في القضاء والفقه والقراءة والفرائض
يهم بركوب دابته فيقف عبد الله بن عباس بين يديه
وقفه العبد بين يدي مولاه ويمسك له ركابه ويأخذ بزمام دابته
فقال له زيد:دع عنك يا بن عم رسول الله .
فقال ابن عباس :هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا.
فقال له زيد: ارني يدك
فأخرج له ابن العباس يده فمال عليها وقبلها وقال :هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا.
وقد دأب ابن عباس على طلب العلم حتى بلغ فيه مبلغاً أدهش الفحول
فقال فيه مسروق ابن الجدع أحد كبار التابعين :
كنت إذا رأيت ابن عباس قلت:أجمل الناس
فإذا نطق قلت :أفصح الناس
وإذا تحدث قلت أعلم الناس
...
ولما كتمل لابن العباس ما طمح إليه من العلم تحول إلى معلم يعلم الناس
فأصبح بيته جامعه للمسلمين..
نعم أصبح جامعه بكل ما تعنيه هذه الكلمة في عصرنا الحديث
وكل مابين جامعه ابن العباس وجمعتنا من فرق
هو أن الجامعات اليوم يحشد فيها عشرات الأساتذة وأحيانا المئات
أما جامعه ابن عباس فقد قامت على أكتاف أستاذ واحد
هو عبد الله بن العباس
روى أحد أصحابه قال:لقد رأيت من ابن عباس مجلسا لو أن جميع قريش افتخرت به لكان لها مفخرة..
فلقد رأيت الناس اجتمعوا في الطرق المؤدية إلى بيته حتى ضاقت بهم
وسدوها في وجوه الناس
فدخلت عليه وأخبرته باحتشاد الناس على بابه
فقال :ضع لي وضوءاً..فتوضأ وجلس وقال:
اخرج وقل لهم :من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه فليدخل
فخرجت وقلت لهم
فدخلوا حتى ملأو البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر ثم قال لهم:
أفسحوا الطريق لإخوانكم.. فخرجوا
ثم قال لي :اخرج فقل :من أراد أن يسأل عن
تفسير القران وتأويله فليدخل ..فخرجت فقلت لهم .
فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة
فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر ثم قال لهم:
أفسحوا الطريق لإخوانكم .. فخرجوا
ثم قال لي :اخرج فقل :من أراد أن يسأل عن الحلال والحرم والفقه فليدخل
فخرجت فقلت لهم
فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة
فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر ثم قال لهم:
أفسحوا الطريق لإخوانكم فخرجوا
ثم قال لي :اخرج فقل :من أراد أن يسأل عن الفرائض
وما أشبهها فليدخل .. فخرجت فقلت لهم
فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة
فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر
ثم قال لهم:
أفسحوا الطريق لإخوانكم فخرجوا
ثم قال لي :اخرج فقل :من أراد أن يسأل عن العربية والشعر وغريب كلام العرب فليدخل فخرجت فقلت لهم
فدخلوا حتى ملئوا البيت والحجرة
فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه
قال الراوي الخبر :فلو أن قريشا فخرت بذالك لكان لها فخراً
....
وكان ابن عباس رضي الله عنه رأى أن يوزع العلوم على الأيام
حتى لا يحدث على بابه مثل ذالك الزحام..
فصار يجلس في الأسبوع يوما لا يذكر فيه إلا التفسير
ويوما لا يذكر فيه إلا الفقه
ويوما لا يذكر فيه إلا المغازي
ويوما لا يذكر فيه إلا الشعر
ويوما لا يذكر فيه أيام العرب
وما جلس إليه عالم قط إلا خضع له
وما سأله سائل قط إلا وجد عنده علما
وقد غدا ابن عباس بفضل علمه وفقهه مستشار للخلافة الراشدة
على الرغم من حداثة سنه
فكان إذا عرض( لعمر بن الخطاب) رضي الله عنه
أمر أو واجهته معضلة دعا جله الصحابة
ودعا معهم عبد الله بن عباس
فإذا حضر رفع منزلته وأدنى مجلسه وقال له ..
لقد أعضل علينا أمر أنت له ولأمثاله .
وقد عوتب مره في تقديمه له وجعله مع الشيوخ وهو مازال فتى
فقال:
"إنه فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول"
.......
على أن ابن عباس حين انصرف إلى الخاصة ليعلمهم ويفقههم لم ينسَ
حق العامة عليه فكان يعقد لهم مجالس الوعظ والتذكير
فمن مواعظه قوله مخاطباً أصحاب الذنوب:
يا صاحب الذنب لا تأمن عاقبه ذنبك وعلم أن ما يتبع الذنب أعظم من الذنب نفسه .
فإن عدم استحيائك ممن على يمينك وعلى شمالك
وأنت تقترف الذنب لا يقل عن الذنب
وأن ضحكك عند الذنب عند الذنب و أنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب
وان فرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب
وان حزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب
وأن خوفك من الريح إذا حركت سترك
وأنت ترتكب الذنب مع كونك لا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب
يا صاحب الذنب :أتدري ما كان ذنب أيوب عليه السلام
حين ابتلاه الله عز وجل بجسده وماله وولده؟..
إنما كان ذنبه انه استعان به مسكين ليدفع عنه الظلم فلم يعنه.
ولم يكن ابن عباس من الذين يقولون مالا يفعلون وينهون الناس ولا ينتهون وإنما كان صوام نهار قوام ليل
اخبر عنه عبد الله بن مليكه قال:
صحبت ابن عباس رضي الله عنه من مكة إلى المدينة فكنا إذا نزلنا منزلاً قام شطر الليل والناس نيام من شده التعب
ولقد رايته ذات ليله يقرأ:
[وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ]
فظل ينشج (يبكي بصوت عالي) حتى طلع عليه الفجر
وحسبنا بعد ذالك كله أن نعلم أن عبد الله ابن عباس كان
من أجمل الناس جمالاً
وأصبحهم وجها فما زال يبكي في جوف الليل من خشيه الله حتى
خدد الدمع الهتون خديه الأسيلين ( المستوين الناعمين)
وقد بلغ ابن العباس من مجد العلم غايته
ذلك أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان خرج ذات سنه حجا
وخرج عبدا لله بن عباس حاجا أيضا
ولم يكن له صوله ولا أماره
فكان لمعاوية موكب من رجال دولته
وكان لعبد الله بن عباس موكب يفوق موكب الخليفة من طلاب العلم .
عمر ابن عباس إحدى وسبعين سنه ملأ فيها الدنيا علما وفهما وحكمه و اتقى
فلما أتاه اليقين صلى عليه محمد ابن الحنيفة
والبقية الباقية من الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجله التابعين
وفيما كانوا يوارونه ترابه ,سمعوا قارئاً يقرأ:
[ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً]
ولكنه هاهو حياً بعلمه ويسكن في كل بيت من بيوت المسلمين
فأنه لايخلوا كتاب من ذكر اسم (ابن عباس)
رزقنا الله وإياكم قلوباً مثل قلوبهم تعلقت بحب الله وكتابه
وهمةً عاليه لا ترضى إلا الجنان
اللهم إني أحببت صحابه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
أصدق الحب وأعمقه
فهبني يوم الفزع الأكبر لأي منهم فأنك تعلم أني ما أحببتهم إلا فيك يا أرحم الراحمين
جمعنا الله وإياكم في جنات النعيم بصحبه نبيه وصحبه الكريم
المرجع :
صور من حياة الصحابه
[/size]
مواضيع مماثلة
» الشيخ مشاري العفاسي كليب"الله الله" ماستر كواليتي
» خطبة الشيخ محمد حسان أحد شيوخ الإسلام فى الرد على اليهود فى سبهم لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و لسيدنا عيسى إبن مريم صلى الله عليه و سلم و على مريم السلام
» حسن نصر الله يسب الصحابة
» قصة أنس بن مالك رضي الله عنه
» فوائد التفاح الاخضر
» خطبة الشيخ محمد حسان أحد شيوخ الإسلام فى الرد على اليهود فى سبهم لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و لسيدنا عيسى إبن مريم صلى الله عليه و سلم و على مريم السلام
» حسن نصر الله يسب الصحابة
» قصة أنس بن مالك رضي الله عنه
» فوائد التفاح الاخضر
دارالباحث عن الحق للعلوم الاسلاميه وعلاج السحر والمس الشيطانى الشيخ سيد محمد سيد :: منتدى :: قسم سيره الصحابه والتابعين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى